الفتاوى واﻻستشارات » الاستشارات » بم تنصحون طلبة العلم المبتدئين الحريصين على تلقي العلم ؟

بم تنصحون طلبة العلم المبتدئين الحريصين على تلقي العلم ؟

بم تنصحون طلبة العلم المبتدئين الحريصين على تلقي العلم ؟

الاستشارة: الحمد لله الذي وفق من شاء من عباده لطلب العلم، والأخذ به، وهذا فضل من الله، يؤتيه من شاء من عباده، والنصيحة لطالب العلم المبتدئ أن يحرص على الآتي:

 أولاً: أن يخلص النية لله تعالى في أخذه للعلم، ومعنى الإخلاص في طلب العلم:

‌أ- أن ينوي به وجه الله تعالى، والقربى منه سبحانه، وأن يستحث نفسه دائمًا بتذكر فضل وأجر أهل العلم وطلابه .

‌ب-أن ينوي أن يرفع الجهل عن نفسه، وعمن حوله من الناس؛ فيحرص دائمًا على العمل بالعلم الذي تعلمه، وتعليمه للناس بالرفق والحكمة، وأن يفرح بذلك .

‌ج- أن يدفع عن نفسه خواطر الرياء، والعجب، وطلب الشهرة، وحب الظهور على الأقران؛ باستحضار العاقبة السيئة لهذه الأمور .

ثانيًا: أن يحرص على أن يؤصل نفسه في طلب العلم، وإنما يتمكن من ذلك بأخذ العلم من الخبير المجيد لتعليم كل فنٍ بتدرج وتقعيد، الرباني الذي يربي على معاني هذا العلم وأخلاقه .

  وإنما يحصل الأول: بدراسة كل علم على أربع مراحل: معرفة مصطلحات العلم، ثم ضوابط وتقريرات مسائله، ثم الخلاف فيه، ثم الملح والنكت .

 ويحصل الثاني: بأن يتربى الطالب على استشعار فضل العمل بالمسألة التي تعلمها، ثم معرفة حدود ما يدخل فيها وما لا يدخل، ثم تطبيق هذه الخصلة، ثم تعاهد النفس بتكرارها حتى تصبح خلقًا راسخًا في نفس الآخذ بها .

ثالثًا: أن يتعاهد ما تعلم بالمراجعة، فليست العبرة بكثرة الدروس، وإنما العبرة بثباته في الصدر، واستحضاره متى احتاج إليه، ويحصل ذلك: باستحضار الأجر، ومتابعة المعلم الرباني، والرفقة الطيبة التي تحيي مجالس مذاكرة العلم .

 والله اسأل أن يوفقكم لطلب العلم النافع، وبثّه في الناس، والإخلاص فيه، والصبر على ذلك، والله ولي التوفيق

حقوق النشر محفوظة لدى موقع الشيخ طالب بن عمر الكثيري (©)