فتوى 1

فتوى 1

 

             

 السؤال :  رجل من سوريا يسأل : أنا قررت أترك سوريا، وأهاجر إلى ألمانيا، فما هو رأيكم من الوجهة الشرعية بترك بلاد الشام والهجرة إلى ألمانيا ؟

 

الجواب : أرض سوريا من أرض الشام المباركة، وهي أرض الجهاد والملاحم، وقد تكفل الله عزّ وجلّ بأهلها، ففي  حديث عبد الله بن حوالة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:  "عليك بالشام، فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله"، رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، وصححه الحاكم، وهو كما قال .

وليوقن المسلم بوعد الله وكفايته لعباده المتقين .

وأما الهجرة من الشام خاصة، ومن بلاد المسلمين عامة الى بلاد الكفر: 

فالأصل فيه المنع، لما في ذلك من خطورة كبيرة على المسلم، ويستثنى من ذلك المضطر الذي لايجد بلداً من بلاد الإسلام يعيش فيها، فيجوز له الانتقال للعيش في بلد غير بلاد المسلمين على ان ينتقل منها متى ارتفعت ضرورته.

وعليه، فلا تجوز الهجرة إلا إذا اضطر المسلم لذلك اضطراراً لايستطيع معه البقاء في تلك البلاد المسلمة بالشروط التالية : 

أولاً: أن يعجز المسلم عن نصرة أهل الحق، والجهاد معهم في سبيل الله .

ثانياً: أن يعجز عن حفظ دينه أو نفسه أو عورات أهله، ونحوها من الضرورات، قال تعالى: { ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة } .

ثالثاً: أن يلجأ إلى دولة مسلمة للعيش فيها ما استطاع، فإن عجز جاز له اللجوء إلى دولة كافرة يجد فيها الأمن، ويستطيع فيها إظهار شعائر دينه أو المحافظة على دينه ورعاية أولاده؛ كهجرة بعض الصحابة رضي الله عنهم إلى أرض الحبشة، وهم نصارى انذاك .

رابعاً: أن الضرورة تقدر بقدرها، فمتى زالت الضرورة وجب عليه ترك بلاد الكفر، والعودة لبلاد الاسلام للعيش فيها. 

نسال الله فرجاً قريباً للمسلمين في كل مكان، والله تعالى أعلى وأعلم.

 

حقوق النشر محفوظة لدى موقع الشيخ طالب بن عمر الكثيري (©)