فتوى 15

فتوى 15

   السؤال:  تحصل سرقات متكررة من بيوتنا ومحلاتنا ولا نعرف لها سبباً،  هل يمكن أن تكون هذه السرقات بفعل الجن، وماذا نصنع لمنعها؟

 الجواب : الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أما بعد:
 من المعلوم لجميع الناس أن بعض الناس قد يسرق البعض الآخر، ولهذا اتخذ الناس طرقاً عدة للتحرز من سرقة أولئك السرق، ومعرفة سبيل الوصول إليهم،
فإذا سُرق الإنسان بعد استكماله كافة الطرق المعلومة لدى الناس في حفظ أموالهم، ولم يجد سارقاً من الإنس، فيمكن أن يقول بعد ذلك: إن الجن قد سرقوه؛ لأنه قد ورد ما يدل على أن الجن قد يسرقون الإنس، ففي صحيح البخاري برقم (2311)، و (3275) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: إني محتاج، وعلي عيال، وبي حاجة شديدة، فخليت عنه، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، مافعل أسيرك البارحة؟" قلت: يا رسول الله، شكى حاجة وعيالاً، فرحمته، فخليت سبيله، فقال: "أما إنه قد كذبك، وسيعود"، فعرفتُ أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ...إلى أن قال: فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود، فقال: دعني؛ فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ماهن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي؛ فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولايقربك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله ...إلى أن قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه قد صدقك، وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة"، قلت: لا، قال: "ذلك شيطان"، قال: الحافظ: "أي من الشياطين، ووقع في  فضائل القرآن: "ذلك الشيطان"، واللام فيه للعهد الذهني"، انتهى.
 قال ابن بطال، وابن الملقن، وابن حجر، والعيني في شرحهم للحديث من صحيح البخاري: فيه دلالة على أن الجن يسرقون.
 والتحرز من سرقتهم يكون بما يلي:
 بذكر اسم الله عند إغلاق الأبواب، وعند وضع الأشياء في أوعيتها الخاصة التي تحفظ فيها، ففي حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "...وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم"، أخرجه البخاري في باب تغطية الإناء من كتاب الأشربة برقم (5623)، وأخرجه مسلم في باب تغطية الإناء برقم (5218).
 قراءة آية الكرسي، فقد جاء من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه عند ابن حبان في صحيحه، وهو مخرج في الصحيحة للألباني برقم (3245)، قال: فما الذي يحرزنا منكم؟ قال: هذه الآية آية الكرسي، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صدق الخبيث".
ففي الالتزام بما ذكر تحرز من سرقة الجن، ومن شرهم،
وكذا بقراءة سائرالأذكار المشروعة في الصباح والمساء، وعند النوم، وعند الخروج من المنزل، وعند الدخول، وغير ذلك، والله أعلم.  

حقوق النشر محفوظة لدى موقع الشيخ طالب بن عمر الكثيري (©)