فتوى 6

فتوى 6

 

 السؤال :ما حكم الوجوه التعبيرية المستخدمة في المحادثات على الواتس اب، وما شابهها ؟

الجواب : الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فالجواب: الوجوه التعبيرية في الواتس اب لا حرج من استعمالها، لضعف علة المضاهاة فيها الموجبة لتحريم الصورة، فهي مجرد وجوه دائرية من نظر إليها لا يقول إنها تشبه خلق  الله، والرسم التعبيري الذي لا يكون فيه مضاهاة لخلق الله حكمه حكم ما عبر به عنه،فإن عبر عن مباح كـان مباحًا، كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنسان وأجله في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطًا مربعًا، وخط خطًا في الوسط خارجًا منه، وخط خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به أو قد أحاط به، وهذا الذي هو خارج  أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذه نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا"، رواه البخاري. 

قوله:"هذا الإنسان" هو الشاهد من الحديث لما نحن بصدده، قال الملا علي القارئ في شرح مشكاة المصابيح (9/120) :  " فالتقدير أن هذا الخط المصور مجموعه هو الإنسان وهذا أي: الخط المربع أجله".اهـ.

وقال ابن هبيرة في الإفصاح (2/ 306): "وهذا أصل لغيره من الصور مما يتوصل الإنسان في تفهيم الناس له بضرب من الأمثال والأشكال" .

ومن ترك هذه الوجوه التعبيرية ورعًا وتأسيًا بالسلف الصالح الذين كانوا يتركون ما لا بأس به خوفًا مما به بأس كان أفضل، ويغني عن ذلك التعبير عن الحال بالقول والكتابة؛ كصنيع الصحابة رضي الله عنهم في كثير مما يروونه من الأحاديث، ومن أمثلة ذلك:

ما رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه، فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه .

وأما إن عبر بهذه الوجوه التعبيرية عن محرم كالسخرية، والاستهزاء، أو الشماتة بالمبتلى والمصاب الذي يتوقع التعزية، أو استعملت المرأة منه ما هو في معنى الخضوع بالقول، أو ما فيه الدعوة للفتنة بالنساء ونحو ذلك فمحرم.

▪ وننبه إلى أن الصور التعبيرية الجديدة في الواتساب والتي قويت فيها علة المضاهاة، وظهرت فيها معالم الصورة المضاهية لخلق الله في الرأس، والوجه، واستدارة العينين، وامتداد الأنف، واستطالة الفم، والشعر ونحوها فهذه الأقرب منعها،

والله تعالى أعلم، وبالله التوفيق .

 

حقوق النشر محفوظة لدى موقع الشيخ طالب بن عمر الكثيري (©)